خزعل خان خزعل بن جابر بن جاسب الكعبي العامري: أمير المحمرة (من مقاطعة الأهواز، المسماة اليوم خوزستان) بين أيران والعراق. عرفه الريحاني بفيلسوف الأمراء. ولد ونشأ بالمحمرة، وكانت امارتها قد توطدت لأبيه من سنة 1273هـ ، إلى وفاته سنة 1299هـ ، وخلفه عليه أخوه الأكبر (فرعل) بن جابر، فتولاها من سسنة 1299 إلى ان قتل أمام باب قصره سنة 1315هـ ، فقام صاحب الترجمة بأمرها. ويقال إنه هو الذي قتل أخاه فرعل. وجاءته حلية الألقاب من دولة إيران، فدعي (معز السلطنة سردار أرفع) وكان كريم اليد، على شيء من الميل إلى الأدب وفقه الأمامية، محبا للعمران، جدد بناء المحمرة، وضم إليها جميع بلاد الأهواز، واستولى على (الفلاحية) وبنى (القصر الخزعلي) على مقربة من المحمرة، ومدحه كثير من النظامين. ولما وقعت الفتنة في إيران بين أنصارالدستور وخصومهم، في عهد الشاه محمد علي بن مظفر ادلين أمتنع خزعل عن دفع المال المرتب عليه لحكومة إيران وعصاها. وكان قد مالأته الحكومة البريطانية على عادتها مع أمثاله، ومنحته أوسمة. ونشبتالحرب العالمية الأولى، فزاد أتصاله بالبريطانيين. وطمحت نفسه بعد الحرب إلى ملك العراق فبذل أموالا طائلة ولم يفلح. وانتظم له أمر بلاده، وفيها من عشائر اللوريين والبختياريين نحو مئة ألف مسلح. وألف كتابا في أحوال أسرته، قال السيد محسن الأمين إنه مطبوع، وألف له عبداملجيد البصري البهبهاني كتاب (الرياض الخزعلية - ط) جزآن، ولمحمد جواد الشبيبي رسالة سماها (حياة الشيخ خزعل خان - خ) في النجف، ولعبد المسيح أنطاكي كتاب (الدرر الحسان في منظومات ومدائح خزعل خان - ط). وناوأ حكومة (رضابهلوي) في أبان قيامها، فلما استقر بهلوي ملكا في إيران احتال على خزعل بأن أرسل (سنة 1344هـ ، - 1925م) مركبا حربيا صغيرا أرسي في ميناء المحمرة، وخرج قائده إلى البر فاجتمع إلى خزعل وأظهر أنه جاء زائرا في رحلة للتمرن ثم عاد إلى المركب، وخرج إلى البر في اليوم الثاني ودعا خزعلا إلى العشاء وحياء (ليلة ساهرة) على ظهر المركب، بعدما اناره وزينه بأنواع الزينة، وذهب خزعل محتاطا، وانقضت تلك الليلة في لهو وطرب، وعاد إلى قصره. وبعد إيام دعاه القائد ثانية فأجاب وهو مطمئن، فلما بلغ ظهر المركب أقلع إلى ميناء (شوشتر) وحمل منها إلى طهران، فأمرته حكومتها بالإقامة فيها. وايتولت على املحمرة وسائر بلاد الأهواز، وسمتها (خوزستان) وعينته (نائبا) عن خوزستان في مجلس أيران النيابي. فأقام إلى ان مات بطهران. وعلى يديه ضاعت إمارة (بني كعب) في الأهواز

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 304