حضين بن المنذر حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة الذهلي الشيباني الرقاشي، أبو ساسان أو أبو اليقظان: تابعي، من سادة ربيعة وشجعانهم، ومن ذوي الرأي. كان صاحب راية علي بن أبي طالب يوم صفين وفيه يقول الشاعر:

من أبيات تنسب لعلي (رض) وولاه اصطخر. ولما استتب الأمر لمعاوية وفد عليه فأكرمه. وكان قتيبة بن مسلم - وهو بمرو - يستشيره في أموره، قال قتيبة فيه: هو باقعة العرب وداهية الناس

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 263

الحضين الربعي يأتي بعنوان الحضين بن المنذر بن وعلة الرقاشي الربعي.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 194

الحضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة الذهلي الرقاشي الربعي البصري من ربيعة البصرة
ميلاده ووفاته ومدة عمره
يظن أن ميلاده حوالي سنة 3 من الهجرة ووفاته بعد سنة 96 وان عمره قد تجاوز 93 سنة. قال ابن عساكر أدرك حضين خلافة سليمان بن عبد الملك وذكر خليفة بن خياط أن سليمان بويع سنة 96 اه‍. وقد صرح حضين بأنه عند فتح قتيبة سمرقند الذي كان سنة 93 كان قد بلغ 90 سنة حيث قول: أمزح بشيخ بعد تسعين حجة طوتني كأني من بقية جرهم وإذا كان قد بقي إلى خلافة سليمان الذي بويع سنة 96 يكون قد بلغ 93 والله أعلم كم عاش بعدها. ويكون عند وقعة صفين التي كانت سنة 37 قد بلغ 34 سنة. بقي في المقام إشكال وهو انه إذا كان قد ولد حوالي سنة 3 من الهجرة يكون قد أدرك عصر النبي صلى الله عليه وسلم فيكون صحابيا مع أنه لم يعده أحد من الصحابة بل عدوه من التابعين وذكره ابن سعد في الطبقات في الطبقة الثانية من التابعين ويمكن أن يكون عدم عده من الصحابة لأنه لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرو عنه وان أدرك عصره والله أعلم.
ضبط اسمه
في خزانة الأدب وتاريخ دمشق عن العسكري في كتابه التصحيف المتعلق بعلم الحديث: الحضين بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة والنون قال ولا اعرف من يسمى حضينا بالضاد المعجمة والنون غيره وغير من ينسب إليه من ولده اه‍. وفي الخلاصة حضين بالحاء المهملة المضمومة والضاد المعجمة بن المنذر هكذا في نسخة الخلاصة المطبوعة. وفي نسخة مخطوطة مقابلة على نسخة ولد المصنف لكن في منهج المقال نقلا عن الخلاصة بالضاد المهملة وهو غريب. وذكره في منهج المقال قبل الحضين بن مخارق الذي هو بالضاد المعجمة لكن ذلك لا يدل على أنه بالصاد لعدم التزامه الترتيب على حروف المعجم في أسماء الآباء بدليل ذكره الحصين بن الحارث قبل الحصين بن جندب.
كنيته
كنيته المشهورة أبو ساسان وفي ذيل المذيل للطبري كان يكنى أبا محمد وكان يكنى في الحرب بأبي ساسان.
عشيرته
كان الحضين بن المنذر من قبيلة ربيعة القاطنة بالبصرة وكانت ربيعة بصفين من أخلص الناس لعلي عليه السلام سوى ما كان من خالد بن المعمر السدوسي فإنه كان له باطن سوء مع معاوية قال نصر كان بصفين أربعة آلاف محجف من عنزة يعني مع علي عليه السلام وعنزة بطن من ربيعة. ومنهم عنزة الموجودون اليوم وقد مدحها أمير المؤمنين عليه السلام يوم صفين بنثر وشعر ليس فوقه مدح ومدح صاحب رايتها الحضين بن المنذر وحسب ربيعة من فخر أن يقول لهم أمير المؤمنين عليه السلام يا معشر ربيعة أنتم أنصاري ومجيبو دعوتي ومن أوثق حي في العرب في نفسي وقوله عن راياتهم هي رايات الله عصم الله أهلها وصبرهم وثبت إقدامهم وقوله فيهم:

وقال نصر وأصبح علي في بعض أيام صفين وإذا مكانه الذي هو به ما بين الميسرة والقلب بالأمس فقال من القوم قالوا ربيعة وقد بت فيهم البارحة فقال فخر طويل لك يا ربيعة. وتأخروا عن الخروج إلى القتال في صبيحة يوم من أيام صفين فبعث إليهم أمير المؤمنين عليه السلام الأشتر فقال يا معشر ربيعة ما منعكم أن تنهدوا وأنتم أصحاب كذا وأصحاب كذا وجعل يمدد أيامهم وكان سبب تأخرهم أن معاوية كان قد بعث عبيد الله بن عمر في أربعة آلاف وثلاثمائة ليأتوا عليا من ورائه فقالوا للأشتر ما نفعل حتى ننظر ما تصنع هذه الخيل التي خلف ظهورنا فقل لأمير المؤمنين فليبعث إليهم من يكفيه أمرهم وراية ربيعة يومئذ مع حضين بن المنذر فقال لهم الأشتر فان أمير المؤمنين يقول لكم أكفونيها أنكم لو بعثتم إليهم طائفة منكم لفروا كاليعافير فوجهت إليهم ربيعة تيم اللات والنمر بن قاسط وعنزة فهربوا وانتشروا انتشار الجراد فذكرت قول الأشتر كأنهم اليعافير.
أقوال العلماء فيه
كان الحضين من الأولين السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقرنه الباقر والصادق عليه السلام بسلمان وأبي ذر والمقداد وبقية السبعة الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهي درجة عالية وذكره العلامة في القسم الأول من الخلاصة المعد للثقات ومن يعتمد على روايته فقال حضين بن المنذر يكنى أبا ساسان الرقاشي صاحب راية علي بن أبي طالب عليه السلام وفي باب يكنى أبو ساسان وذكر رواية الكشي التي فيها فأين أبو ساسان وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي عليه السلام فقال حضين بن المنذر يكنى أبا ساسان الرقاشي صاحب راية علي عليه السلام وفي رجال الكشي: محمد بن مسعود حدثني علي بن الحسن بن فضال حدثني العباس بن عامر وجعفر بن محمد بن حكيم عن أبان بن عثمان عن الحارث بن المغيرة سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد الله عليه السلام فلم يزل يسأله حتى قال له فهلك الناس إذا فقال ما معناه انقلب الناس الا ثلاثة ثم لحق أبو ساسان وعمار وشتيرة وأبو عمرة الأنصاري فصاروا سبعة. علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال أبو جعفر عليه السلام انقلب الناس إلا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار جاض جيضته ثم رجع إلى أن قال ثم أناب الناس بعد وكان أول من أناب أبو ساسان الأنصاري وأبو عمرة وشتيرة وكانوا سبعة فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام إلا هؤلاء السبعة اه‍. محمد بن إسماعيل حدثني الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي بصير قلت لأبي عبد الله عليه السلام انقلب الناس إلا ثلاثة أبو ذر وسلمان والمقداد فقال أبو عبد الله عليه السلام فأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري اه‍. وهنا إشكال وهي أن ولادة المترجم إذا كانت حولي 3 من الهجرة فعمره عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم نحو سبع سنين ومثله لا يقال انه رجع إلى أمير المؤمنين عليه السلام ولا يصح نظمه في سلك سلمان وأبي ذر وعمار وإضرابهم فلا بد أن يكون أبو ساسان هذا غير الحضين بن المنذر ويمكن دفعه بان الروايات تضمنت رجوعه ولم تعين تاريخ ذلك فيمكن أن يكون المراد فيها انه رجع بعد ذلك لما بلغ سن التكليف والله أعلم وعده ابن سعد في الطبقات في الطبقة الثانية من التابعين وقال ابن عساكر عن أحمد بن صالح كان حضين تابعيا ثقة وفي خزانة الأدب وتاريخ دمشق عن العسكري: كان من سادات ربيعة وصاحب راية أمير علي وفيه يقول أمير المؤمنين ع:
وكان يبخل وفيه يقول زياد الأعجم:
قال صاحب الخزانة: وفيه يقول الضحاك بن هنام الرقاشي:
قال وهذا البيت نسبه شراح أبيات الكتاب لرجل من بني سلول ونسبه العسكري للضحاك بن هنام الرقاشي وكذاك الحصري وزاد الحصري بعده بيتين هما:
أقول اعتقاد بخله بأقوال الشعراء الذين يتبعهم الغاوون ويمدحون من لا يستحق المدح ويهجون من لا يستحق الهجو وما يصنع الحضين وهو وال لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على إصطخر الذي يعاتب عامله على البصرة عثمان بن حنيف لأنه دعي إلى وليمة فذهب إليها فلم يكن الحضين ليسير في ولايته إلا بما سنه له إمامه ومقتداه أمير المؤمنين في المحافظة على بيت مال المسلمين وعدم إنفاقه على الشعراء والمداحين كما كان يفعله بعض الولاة وروى الطبري في ذيل المذيل بسنده ذكروا الحضين بن المنذر عند الأحنف فقالوا ساد وما بقلت لحيته فقال الأحنف السؤدد مع السواد قبل أن يشيب الرجل قال وكان حضين بن المنذر يوم صفين صاحب لواء ربيعة وإياه عنى علي عليه السلام بقوله:
وفي مروج الذهب: كان على راية هذيل بن سنان وغيرها من ربيعة الحضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة الذهلي وفيه يقول علي وذكر البيت وبالجملة كان الحضين بن المنذر من أخلص الناس في ولاء أمير المؤمنين عليه السلام حضر معه بصفين وهو غلام شاب ويظن أن عمره يومئذ كان 34 سنة كما مر ولما اختلفت رؤساء ربيعة على الراية يوم صفين اصطلحوا على أن يعطوها الحضين مع أنه أصغرهم سنا ولولا وفور عقله وشجاعته ومكانته في العشيرة لما رضوا أن يتركوا الشيوخ والكهول ويولوها شابا حدث السن ودل على ذلك أنه لما قال له أمير المؤمنين عليه السلام يا فتى ألا تدني رايتك هذه ذراعا فقال له غير متلكئ ولا هياب نعم والله وعشرة أذرع، والى أين يدنيها؟! يدنيها إلى الموت. وحسب الحضين فخرا وشرفا مدح أمير المؤمنين عليه السلام له بشعر يتلى مر الدهور ويحكم العلماء بصحة نسبته وذلك لما رآه يزحف بالراية فأعجبه زحفه. وموقفه مع أخي قتيبة بن مسلم الباهلي يوم فتح سمرقند كما يأتي أوضح دليل على سمو مكانه ورجاحة عقله وفصاحة لسانه وبراعة بيانه وقوة حجته وبرهانه وكفى في رجاحة عقله أن يكون عدوه قتيبة بن مسلم يعظمه ويستشيره في أمور وهو أمير.
أولاده
في خزانة الأدب عن العسكري: من أولاده يحيى بن حضين وساسان ابن حضين وعياض بن حضين وفي يحيى يقول الفرزدق: واصرف الكاس عن الفاتر يحيى بن حضين
أخباره
في تاريخ الطبري: كتب الحجاج إلى عبد الملك يذم يزيد بن الملهب إلى أن أذن له في عزله فكره الحجاج أن يكتب إليه بالعزل فكتب إليه أن استخلف المفضل وأقبل فاستشار يزيد حضين بن المنذر فقال له أقم واعتل فان عبد الملك حسن الرأي فيك وإنما أتيت من الحجاج فلم يقبل وسار إليه وولى الحجاج مكانه قتيبة بن مسلم فقال حضين ليزيد:
فلما قدم قتيبة خرأسان قال لحضين كيف قلت ليزيد قال قلت:
قال فما ذا أمرته به فعصاك قال أمرته أن لا يدع صفراء ولا بيضاء إلا حملها إلى الأمير فقال رجل لعياض بن حضين أما أبوك فوجده قتيبة حين فره قارحا بقوله أمرته أن لا يدع صفراء ولا بيضاء إلا حملها إلى الأمير. وذكر ابن الأثير وغيره انه لما أرسل معاوية عبد الله بن عامر الحضرمي إلى البصرة ليوقع الفتنة وكان زياد أميرا عليها، استخلفه ابن عباس، بعث زياد إلى الحضين بن المنذر ومالك بن مسمع فدعاهما وقال أنتم أنصار أمير المؤمنين وشيعته وثقته فأجيروني حتى يأتيني أمر أمير المؤمنين، فأما مالك فقال ارجع إلى من ورائي واستشير وكان رأيه مائلا إلى بني أمية وأما الحضين بن المنذر فقال نعم نحن فاعلون ولن نخذلك ولن نسلمك.
أخباره بصفين
شهد الحضين صفين مع علي عليه السلام وكانت إليه راية بكر البصرة وتدل بعض الروايات على أن أمير المؤمنين عليه السلام امره عليهم من أول الأمر وبعضها على أنه أعطاه إياها لما حصل التنافس عليها ثم اتفق عليه المتنافسون قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين أن عليا عليه السلام لما عقد الألوية وأمر الأمراء وكتب الكتاب بصفين جعل على بكر البصرة حضين بن المنذر وروى نصر أيضا بسنده عن الحضين قال أعطاني علي الراية يوم صفين ثم قال سر على اسم الله يا حضين واعلم أنه لا يخفق على رأسك راية أبدا مثلها أنها راية رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى نصر أيضا عن عمر بن سعد حدثني الصلت بن يزيد بن أبي الصلت التميمي سمعت أشياخ الحي من بني تميم بن ثعلبة يقولون كانت راية ربيعة كلها كوفيتها وبصريتها يوم صفين مع خالد بن المعمر السدوسي من ربيعة البصرة ثم نافسه في الراية شفيق بن ثور السدوسي من بكر بن وائل من أهل الكوفة فاصطلحا على أن يوليا الراية الحضين بن المنذر الرقاشي من أهل البصرة وقالا هذا فتى له حسب ونجعلها له حتى نرى رأينا وكان الحضين بن المنذر وهو يومئذ غلام يزحف براية ربيعة قال السدي وكانت حمراء فأعجب عليا زحفه وثباته فقال:
وأورد ابن عساكر البيت الأول: لمن راية سوداء الخ وكذلك الطبري في ذيل المذيل والمسعودي في مروج الذهب والثاني: فيوردها في الصف حتى يقيلها والثالث:
والرابع:
وأطيب أخبارا وأكرم شيمة قال ابن أبي الحديد أن سائر الرواة غير نصر رووا له عليه السلام هذه الأبيات الستة فقط ولكن نصرا زاد روايته عليها أبياتا وسائر الرواة يروون هذه الزيادة للحضين:
قال نصر وذكروا أن عليا عليه السلام كان لا يعدل بربيعة أحدا من الناس فشق ذلك على مضر وأظهروا لهم القبيح وأبدوا ذات أنفسهم فقال حضين ابن المنذر شعرا أغضبهم فيه:
فغضبوا من شعر حضين وجاء رؤساؤهم إلى أمير المؤمنين وطلبوا منه أن يعفي ربيعة من القتال ويجعله نوبا بينهم ليعرف بذلك بلاؤهم فأعطاهم ذلك وروى نصر بسنده أن أبا عرفاء جبلة بن عطية الذهلي قال للحضين يوم صفين هل لك أن تعطيني رايتك احملها فيكون لك ذكرها ويكون لي أجرها فقال له الحضين وما غناي عن اجرها مع ذكرها قال لا غنى بك عن ذلك أستعيرها منك ساعة فما أسرع ما ترجع إليك فعلم أنه يريد أن يستقتل قال فما شيءت فأخذ الراية أبو عرفاء ثم حرضهم وقال فإذا رأيتموني قد شددت فشدوا فشد وشدوا معه وأخذ الحضين يقول:
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين بسنده عن الحضين بن المنذر في حديث إلى أن قال: فلما كان يوم الخميس انهزم الناس من الميمنة فجاءنا علي حتى انتهى إلينا ومعه بنوه فنادى بصوت عال جهير كغير المكترث لما فيه الناس وقال لمن هذه الرايات قلنا رايات ربيعة قال بل هي رايات الله عصم الله أهلها وصبرهم وثبت إقدامهم ثم قال لي يا فتى ألا تدني رايتك هذه ذراعا فقلت له نعم والله وعشرة أذرع فقلبت فملت بها فأدنيتها فقال لي حسبك مكانك وبسنده عن يحيى بن مطرف العجلي شهد مع علي صفين قال لما نصبت الرايات اعترض علي الرايات ثم انتهى إلى رايات ربيعة فقال لمن هذه الرايات فقلت رايات ربيعة فقال بل هي رايات الله وروى نصر في كتاب صفين أنها لما رفعت المصاحف يوم صفين تكلم رؤساء القبائل فتكلم من ربيعة وهي الجبهة العظمى كردوس بن هانئ البكري فدعا إلى طاعة علي عليه السلام ثم قام شقيق بن ثور البكري فدعا إلى الموادعة ثم قام حريث بن جابر البكري فدعا إلى الحرب ثم قام خالد بن المعمر فدعا إلى الموادعة قال ثم أن الحضين الربعي وهو من أصغر القوم سنا قام فقال أيها الناس انما بني هذا الدين على التسليم فلا توفروه بالقياس (5) ولا تهدموه بالشفقة (6) فانا والله لولا انا لا نقبل الا ما نعرف لأصبح الحق في أيدينا قليلا ولو تركنا وما نهوى لكان الباطل في أيدينا كثيرا وان لنا راعيا قد حمدنا ورده وصدره وهو المصدق على ما قال المأمون على ما فعل فان قال لا قلنا لا وان قال نعم قلنا نعم فلما بلغ ذلك معاوية بعث إلى مصقلة بن هبيرة فقال ما لقيت من أحد ما لقيت من ربيعة فقال ما هم منك بأبعد من غيرهم وانا باعث إليهم فيما صنعوا فبعث إلى الربعيين بهذه الأبيات يصوب رأي من دعا إلى الموادعة ويذم من دعا إلى الحرب ومنهم الحضين وفيها اقواء وابطاء وربما تحريف لم نهتد إلى صوابه فقال:
وقال خالد بن المعمر وذكر في أبياته حضين بن المنذر ومدحه:
قال فلما ظهر قول حضين رمته بكر بن وائل بالعداوة ثم أن عليا أصلح بينهم اه‍. كان المراد بقول حضين هو قوله المتقدم: أيها الناس لأن فيه حثا على مداومة القتال الذي يكرهونه.
أخباره مع معاوية
قال ابن عساكر قدم وفد العراق على معاوية وفيهم حضين الذهلي وكان يؤذن له في أولهم ويدخل في آخرهم فقال له معاوية ما لك يا أبا ساسان انا نحسن إذنك فأنشأ حضين يقول:
قال وشهد الحضين صفين مع علي عليه السلام وبقي بعد ذلك إلى أيام معاوية فوفد عليه وكان لا يعطي البواب ولا الحاجب شيئا فكان الحاجب لا يأذن له إلا في أخريات الناس فدخل يوما فقال البيتين السابقين فأومأ معاوية بيده أن أعطهم شيئا فإنك لا تعطي أحدا شيئا إلا نفعك.
أخباره مع قتيبة بن مسلم بن عمرو الباهلي بخرأسان
قال ابن عساكر كان الحضين بخرأسان أيام قتيبة بن مسلم فيقال انه كان عنده فدخل على قتيبة مسعود بن خراش العبسي والحضين عنده وهو شيخ كبير معتم بعمامة فقال مسعود لقتيبة من هذه العجوز المعتمة عند الأمير فقال قتيبة بخ بخ هذا حضين بن المنذر فقال حضين من هذا أيها الأمير قال مسعود بن خراش العبسي فقال أنا والله لم نجد في قومه في الجاهلية إلا عبدا حبشيا يعني عنترة ولا في الإسلام إلا امرأة بغيا فسكت مسعود. قال ولما نزل حضين بمرو كان قتيبة بن مسلم يستشيره في أموره وكان الحضين ينطوي على بغض له قال وقال قتيبة لوكيع بن أبي سور ما السرور قال لواء منشور وجلوس على السرير وسلام عليك أيها الأمير وقال للحضين ما السرور فقال دار قوراء وامرأة حسناء وفرس مربوط بالفناء وقال لرجل من بني قشير ما السرور فقال الأمن والعافية فقال صدقت اه‍. والأخير أحسن الأجوبة، وشرها وأقربها إلى النفاق الأول، وأوسطها الوسط خبره معه ومع أخيه لما فتح قتيبة سمرقند أورده المبرد في الكامل وأورده ابن عساكر في تاريخ دمشق وبين روايتهما بعض التفاوت قال المبرد لما فتح قتيبة بن مسلم سمرقند أفضى إلى أثاث لم ير مثله والى آلات لم ير مثلها فأراد أن يري الناس عظيم ما أنعم الله عليه ويعرفهم أقدار القوم الذين ظهر عليهم فأمر بدار ففرشت وفي صحنها قدور يرتقى إليها بالسلالم وقال ابن عساكر وأمر بقدور من الصفر فنصبت في صحن الدار فلم ير الناس مثلها في الكبر وانما يرتقى إليها بالسلالم والناس منها متعجبون وأذن للعامة فدخلوها قال المبرد فإذا بالحضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة الرقاشي قد اقبل والناس جلوس على مراتبهم والحضين شيخ كبير فلما رآه عبد الله بن مسلم قال لأخيه قتيبة ائذن لي في معاتبته وأراد أن يكلمه على جهة التعنت به قال المبرد فقال لا ترده لأنه خبيث الجواب وقال ابن عساكر فنهاه قتيبة وقال هو باقعة العرب وداهية الناس ومن لا تطيقه فخالفه وأبى ألا أن يكلمه وكان عبد الله يضعف يحمق فاقبل على الحضين وقال أ من الباب دخلت يا أبا ساسان فقال: أجل، أسن عمك عن تسور الحيطان وكان عبد الله تسور حائطا إلى امرأة قبل ذلك قال أفرأيت هذه القدور قال هي أعظم من أن لا ترى قال ابن عساكر قال أفتقدر أن رقاشا رأت مثلها وقال المبرد قال ما أحسب بكر بن وائل رأى مثلها قال اجل ولا عيلان ولو رأى مثلها لسمي شبعان ولم يسم عيلان فقال له عبد الله أفتعرف يا أبا ساسان الذي يقول:
قال نعم أعرفه وأعرف الذي يقول:
وزاد ابن عساكر:
قال أفتعرف الذي يقول:
فقال نعم أعرفه واعرف الذي يقول:
واقتصر المبرد على البيت الثاني قال ابن عساكر والذي يقول:
وما رجعت هبلتك القابلة ثم قال يا أبا ساسان من الذي يقول:
ومن الذي يقول:
قال الذي يقول:
قال أما الشعر فأراك ترويه فهل تقرأ من القرآن شيئا قال نعم اقرأ منه الأكثر الأطيب هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فأغضبه فقال والله لقد بلغني أن امرأة الحضين حملت إليه وهي حبلى من غيره قال فما تحرك الشيخ عن هيئته الأولى ثم قال على رسله وما يكون تلد غلاما على فراشي فيقال فلان ابن الحضين كما يقال عبد الله بن مسلم فاقبل قتيبة على عبد الله وقال لا يبعد الله غيرك. وقال ابن عساكر ثم اقبل حضين على قتيبة وقال:
وقتيبة هذا وأخوه وأبوه كانوا من أولياء بني أمية وأعداء علي عليه السلام وولده وأبوه مسلم بن عمرو البالهي هو صاحب القصة مع مسلم ابن عقيل حين أتي بمسلم أسيرا إلى ابن زياد وعلى باب القصر قلة ماء باردة فقال مسلم أسقوني من هذا الماء فقال له مسلم الباهلي أتراها ما أبردها والله لا تذوق منها قطرة أبدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم فقال له ابن عقيل لأمك الثكل ما أجفاك وأفظك وأقسى قلبك أنت يا ابن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم مني. والحضين كان على العكس منهم فلا جرم أن كان ينطوي على بعض قتيبة. أما قتيبة فكان عاقلا مدبرا فهو وان كان ينطوي على بغض الحضين لكنه لا يظهر ذلك ولا يعمل بمقتضاه ويعظم الحضين ويستشيره في أموره لما يعلم من عقله وتدبيره والحضين لا يألوه نصحا أماأخوه عبد الله بن مسلم فما حمله على التعرض للحضين إلا البغض والعداوة التي في نفسه ولا يستطيع كتم ذلك وقد نهاهأخوه عن التعرض للحضين فلم يقبل ففضحه الحضين وأخزاه.
ما أثر عنه من كلمات حكيمة
ابن عساكر: كان حضين إذا دخل عليه زوج بنته أو زوج أخته يقول مرحبا كفانا المئونة وستر العورة وقال ابن عساكر عن أحمد بن صالح قيل لحضين بأي شيء سدت قومك فقال بحسب لا يطمعن فيه ورأي لا يستغنى عنه ومن تمام السؤدد أن يكون الرجل ثقيل السمع عظيم الرأس وفي لباب الآداب قال حضين بن المنذر صاحب راية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع: ابتذال النفس في الحرب أبقى لها إذا تأخرت الآجال.
وفي كتاب البخلاء للجاحظ عن رسالة سهل بن هارون بن راهيون إلى بني عمه من آل راهيون: قال الحضين بن المنذر وددت أن لي مثل أحد ذهبا لا انتفع منه بشيء قيل فما ينفعك من ذلك قال لكثرة من يخدمني عليه وقال أيضا عليك بطلب الغنى فلو لم يكن لك فيه إلا انه عز في قلبك وشبهة وشهية ظ في قلب غيرك لكن الحظ فيه جسيما والنفع فيه عظيما اه‍.
من روى عنهم
قال ابن عساكر والعسكري فيما حكي عنه في خزانة الأدب: روى الحديث عن عثمان وعلي والمهاجر بن قنفذ ومجاشع بن مسعود وروى عنه الحسن وغيره.
الذين رووا عنه
قال العسكري روى عنه الحسن وعبد الله بن الداناج وعبد العزيز بن معمر وعلي بن سويد بن منجوف.
بعض ما روي من طريقه
روى ابن عساكر بسنده عنه خبر شرب الوليد بن عقبة الخمر بالكوفة وصلاته بالناس صلاة الفجر أربع ركعات وهو سكران وذلك في خلافة عثمان وضرب علي له الحد.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 194

الرقاشي هو الحضين بن المنذر.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 34

حضين بن المنذر الرقاشي ...............

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 113

حضين بن المنذر بن الحارث أبو ساسان الرقاشي وأبو ساسان لقب كان كنيته أبو محمد مات سنة تسع وتسعين

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 157

حضين بن المنذر، أبو ساسان، الرقاشي.
ويقال: حضين بن الحارث بن وعلة.
سمع عثمان، وعليا، وعن مهاجر بن قنفذ، روى عنه الحسن، وعبد الله الداناج البصري.
قال علي بن إبراهيم: حدثنا روح، قال: حدثنا علي بن سويد بن منجوف؛ تعشينا مع يزيد بن المهلب، ومعنا حضين بن المنذر، فقلت: يا أبا محمد.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 3- ص: 1

حضين بن المنذر أبو ساسان الرقاشي البصري
عن عثمان وعلي وعنه الحسن وداود بن أبي هند ثقة شريف من أمراء علي يوم صفين وكان شجاعا شاعرا مفوها توفي 97 م د س ق

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

حضين بن المنذر أبو ساسان
هو ابن الحارث بن وعلة بن مجالد بن يثربي بن الزبان بن مالك بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة السدوسي وأمهم رقاش بنت ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة من ولد بكر بن وائل إليها ينتسبون ويقال كنيته أبو محمد وأبو ساسان لقب
مات سنة تسع وتسعين
روى عن عثمان من قوله وعن علي بن أبي طالب
روى عنه عبد الله الداناج

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1

حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة بن عمرو بن ثعلبة بن عمرو بن ذهل بن شيبان أبو ساسان الرقاشي
وأبو ساسان لقب كنيته أبو محمد، يروي عن عثمان وعلى والمهاجر بن قنفذ روى عنه الحسن وعبد الله الداناج مات حضين سنة سبع وتسعين وأمه بنت بكر بن وائل

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 4- ص: 1

حضين بن المنذر أبو ساسان السدوسي بصري
تابعي ثقة وكان رجلاً صالحا وكان على راية على رضي الله عنه يوم صفين

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

حضين بن المنذر

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 2- ص: 1

حضين بن المنذر أبو ساسان الرقاشي
وهو ابن المنذر بن الحارث بن وعلة روى عن عثمان وعلي ومجاشع بن مسعود والمهاجر بن قنفذ بصري روى عنه الحسن وعبد الله الداناج وعبد العزيز بن معمر وعلي بن سويد بن منجوف سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 3- ص: 1