ابن حبيب الحلبي الحسن بن عمر بن الحسن بن حبيب، أبو محمد، بدر الدين الحلبى: مؤرخ، من الكتاب المترسلين. ولد في دمشق، ونصب أبوه محتسبا في حلب فانتقل معه، فنشأ فيها، ونسب إليها. ثم رحل إلى مصر والحجاز، وعاد. وتنقل في بلاد الشام واستقر في حلب. له (نسيم الصبا - ط) صغير، و (درة الأسلاك في دولة الأتراك - ط) أرخ به أخبارهم من سنة 648 - 778هـ ، و (جهينة الأخبار في أسماء الخلفاء وملوك الأمصار - خ) و (تذكرة النبيه فى أيام المنصور وبنيه - خ) جمع به أخبار السلطان قلاوون وأبنائه، و (النجم الثاقب - ط) فى السيرة النبوية، و (المقتفى في ذكر فضائل المصطفى - خ) و (كشف المروط - خ) في فقه الشافعية
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 208
ابن حبيب الحلبي الحسن بن عمر.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0
ابن حبيب الحلبي الحسن بن عمر بن الحسن بن حبيب، بدر الدين ابن المحدث زين الدين، دمشقي الأصل حلبي المولد والمنشأ.
قرأ على القاضي فخر الدين ابن خطيب جبرين. وهو يرتزق بالشروط عند الحكام بحلب. مولده سنة عشر وسبعمائة.
ومن شعره قصيدة مدح بها القاضي شهاب الدين أحمد بن فضل الله:
جوانحي للقا الأحباب قد جنحت | وعاديات غرامي نحوهم جنحت |
وعبرتي عبرة للناظرين غدت | لأنها بجفوني إذ جرت جرحت |
يا حبذا جبرة سفح النقا نزلوا | آيات حسنهم ذكر الحسان محت |
صدوا فطرفي لبعد الدار ينشدهم | يا ساكني السفح كم عين بكم سفحت |
آها لعيش تقضى في معاهدهم | وطيب أوقات أنفاس بهم نفحت |
حيث الحواسد والأعداء قد صدرت | والسعد من فوقنا أطياره صدحت |
والدهر قد غض طرف الحادثات لنا | والزهر أعينه في الحضرة اتقحت |
والورق ساجعة والقضب راكعة | والسحب هامعة والغدر قد طفحت |
والعود عودان هذا نشره عطر | وذا بألحانه أحزاننا نزحت |
والراح تشرق في الراحات تحسبها | أشعة الشمس في الأقداح قد قدحت |
أكرم بها بنت كرم كف خاطبها | كف الخطوب وإسداء الندى منحت |
مظلومة سجنت من بعدما عصرت | مع أنها ما جنت ذنبا ولا اجترحت |
كم أعربت عن سرور كان مكتتما | وكم صدور لأرباب الهوى شرحت |
تديرها بيننا حوراء ساحرة | كأنها من جنان الخلد قد سرحت |
ألحاظها لو بدت للبيض لاحتجبت | وقدها لو رأته السمر لافتضحت |
ظلامة للكرى عن مقلتي حبست | أما تراها ببحر الدمع قد سبحت |
ورب عاذلة فيمن كلفت بها | تكلفت لملامي في الهوى ولحت |
جاءت وفي زعمها نصحي وما علمت | أني أزيد غراما كلما نصحت |
بالروح أفدي من النقصان عارية | تسربلت برداء الحسن واتشحت |
غيداء من ظبيات الإنس كانسة | لكنها عن مغاني الأنس قد سنحت |
عيني إلى غير مرأى حسن طلعتها | وغير فضل ابن فضل الله ما طمحت |
ذاك الرئيس الذي أيدى عنايته | للظلم قد منعت والرفد قد منحت |
لولا رئاسته ما كانت اتفقت | على تقدمه الأيام واصطلحت |
إمام علم له الأعلام قد خضعت | شهاب دين به الدنيا قد انصلحت |
غوث الوجود وغوث الجود ذو نعم | تولي قريحة من يرجوه ما اقترحت |
ورتبة قد سمت فوق السماك وما | منت بذاك ولا منت ولا بجحت |
وعزمة ذات آراء مسددة | باب السعادة والعليا له فتحت |
وبسطة بسطت للناس نائلها | وقدرة عن ذنوب الدهر قد صفحت |
أمواله وموازين السماح لمن | يرجو عطاياه ذي خفت وذي رجحت |
أسطار أطراسه في عين ناظرها | حلت وألفاظها في سمعه ملحت |
ندمان لطف سجاياه قد اغتبقت | بقهوة الشكر لا بالسكر واصطبحت |
شمس المفاخر والعلياء نيرة | أضحت ولولا شهاب الدين ما وضحت |
أنت الذي عنه أخبار المكارم قد | صحت ومن خمر كاسات السقام صحت |
أنت الهمام الذي آفاق همته | نجومها لشياطين العداة دحت |
لا أشتهي لعداك الموت عن كثب | فإن كذن الأسى أكبادهم ذبحت |
بالله أحلف صدقا ما هم بشر | لكنهم أكلب في الحي قد نبحت |
يا من إذا حل أرضا أنبتت وزهت | وبالمياه على وجه الفلا نضحت |
قد أصبحت مصر للأبصار مفتنة | لم لا ومنك بعين القرب قد لمحت |
أنفاسها عبقت أزهارها رمقت | أطيارها نطقت غزلانها مرحت |
ومنبر اللهو منصوب بروضتها | لذا غدت مشتهى من نفسه نزحت |
والنيل قد عاد محمرا بها خجلا | إذ شبهوه بنعماك التي طفحت |
لولا أياديك ما زادت أصابعه | ولا الخلائق منه بالوفا فرحت |
أنت الخصيب بها ليس الذي ذكروا | يا من سما كفه بالجود قد سمحت |
لولاك ما يمم العافون ساحتها | ولا خواطر أهليها بها انفسحت |
دبرت إقليمها تدبير مقتدر | أقلامه بمياه الرزق قد رشحت |
لله أقلام فضل منك قاطعة | عود القنا فضلت سهم القنا فضحت |
يا ساكني مصر هنيتم بشخص فتى | أقام فيكم وذكرى جوده نزحت |
من فتية فات نجم الافق شأوهم | أفعال أمرهم نحو السيوف نحت |
قوم أقام لأهل العلم نائلهم | سوقا بضائعهم في ربعه ربحت |
سماء سؤددهم بالحمد قد رفعت | وأرض أنعامهم للوفد قد سطحت |
كم بالندى جبروا في الناس منكسرا | حوادث الدهر في أحواله فدحت |
كم أنقذوا مقترا يمتار أنعمهم | من نار فرط هموم وجهه لفحت |
بشخص أحمد رسل الجود قد ختمت | وبالأفاضل من أسلافه فتحت |
زالوا فبرح بالعافين فقدهم | وألسن الشكر ما زالت وما برحت |
يا كعبة القصد ما طاف العفاة بها | إلا وفي بابها حاجاتهم نجحت |
ها قد أتيت نداك الطلق واضحه | إذ أوجه الدهر والأيام قد كلحت |
أشكو إليك خمولا في خمائله | ريح المتاعب والأنكاد قد نفحت |
وبعد أن شمت برقا من حماك فقد | نأى وعن كاهلي أثقاله طرحت |
وقد تهجمت في مدح أتيت به | سحب القصور على أبياته سفحت |
أنت الذي في الورى مداح سؤدده | تزداد فخرا وتشريفا إذا مدحت |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 12- ص: 0
الحسن بن عمر بن الحسن بن حبيب بن عمر بن شويخ بن عمر الحسن بن عمر بن الحسن بن حبيب بن عمر بن شويخ بن عمر بدر الدين أبو محمد أبو طاهر الدمشقي الأصلي الحلبي كان أبوه محتسبا بحلب وله عمل كثير في الحديث وولد الحسن سنة عشر وسبعمائة ونشأ محبا في الآداب وأخذ عن ابن نباتة وغيره وله نسيم الصبا يشتمل على أدب كثير واستعمل مقاصد الشفاء لعياض وسماه أسنى المطالب في أشرف المناقب فسبكها سجعا سمعه منه أبو حامد ابن ظهيرة وصنف درة الأسلاك في دولة الأتراك سجع كله يدل على اطلاع زائد واقتدار على النظم والنثر لكنه ليس في الطبقة العليا منهما وهو القائل
ألحاظه شهدت بأن ظالم | وأتت بخط عذاره تذكارا |
يا حاكم الحب اتئد في قصتي | فالخط زور والشهود سكارا |
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 1- ص: 0
الحسن بن عمر بن الحسن بن حبيب بن عمر بن شريح بن عمر المقلب بدر الدين الدمشقي الحلبي
ولد سنة 710 عشر وسبعمائة بشهر شعبان منها ونشأ مغرماً بعلم الأدب وأخذ عن جماعة من الأدباء منهم ابن نباته وله مؤلف في الأدب سماه نسيم الصبا يشتمل على نفائس واستعمل مفاصل شفاء القاضي عياض فسبكها سجعا وألف درة الأسلاك في دولة الأتراك سجع كله يدل على مزيد اطلاعه وفصاحته وسمع الحديث على جماعة من أعيان علماء عصره قال ابن حجر وكان فاضلا كيساً صحيح النقل حدث عنه جماعة وكان يوقع عن القضاة وانقطع في آخر مدته بمنزلة وله تذكرة النبيه في أيام المنصور وبنيه سجعاً وباشر نيابة القضاء ونيابة كتابة السر مات في شهر ربيع الآخر سنة 779 تسع وسبعين وسبعمائة ومن شعره
ألحاظه شهدت بأني ظالم | وأتت بخط عذاره تذكارا |
يا حاكم الحب اتئد في قصتى | فالخط زورو الشهود سكارى |
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 205