ابن خلاد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي الفارسي. أبو محمد: محدث العجم في زمانه. من أدباء القضاء. له (المحدث الفاصل بين الراوي والواعي) في علوم الحديث، قال الذهبي: ما أحسنه من كتاب. وله (ربيع المتيم) في أخبار العشاق، و (الأمثال) و (النوادر) و (الرثاء والتعازي) و (أدب الناطق). وهو من أهل (رامهرمز) وله شعر. وكان مختصا بابن العميد، وله اتصال بالوزير المهلبي

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 194

القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن ابن خلاد الرامهرمزي
توفي حدود سنة 360.
(والرامهرمزي) بالراء والألف والميم المفتوحة والهاء المضمومة والراء الساكنة والميم المضمومة والزاي في أنساب السمعاني هذه النسبة إلى رامهرمز وهي إحدى كور الأهواز من بلاد خوزستان.
أقوال العلماء فيه
في فهرست ابن النديم ابن خلاد الرامهرمزي وهو أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن القاضي حسن التأليف مليح التصنيف يسلك طريقة الجاحظ قال لي ابن سوار الكاتب أنه شاعر وقد كان سمح الحديث ورواه اه. وفي أنساب السمعاني القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن ابن خلاد الرامهرمزي كان فاضلا مكثرا من الحديث ولي القضاء ببلاد الخوز ورحل قبل التسعين ومائتين وكتب عن جماعة من أهل شيراز ذكره أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي الحافظ في تاريخ فارس وقال بلغني أنه عاش برامهرمز إلى قرب الستين والثلاثمائة اه. وذكره ياقوت في معجم الأدباء ونقل ترجمته عن محمد بن إسحاق النديم ثم قال وكان القاضي الخلادي من أقران القاضي التنوخي وقد مدح عضد الدولة أبا شجاع بمدائح وبينه وبين الوزير المهلبي وأبي الفضل بن العميد مكاتبات ومجاوبات ثم قال فيما حكاه عن زيادة تاريخ السلامي الآتي إليها الإشارة قال وكان أبو محمد الخلادي ملازما لمنزله قليل البروز لحاجته وقيل له في ذلك فروى عن أبي الدرداء نعم صومعة الرجل بيته يكف فيه سمعه وبصره وروى عن ابن سيرين أنه قال العزلة عبادة وقال خلاؤك أقنى لحيائك وقال عز الرجل في استغنائه عن الناس والوحدة خير من جليس السوء وأنشد لابن قيس الرقيات.

وهذا قبل أن يصير إلى ابن العميد وفي اليتيمة للثعالبي: ابن خلاد القاضي الرامهرمزي هو أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد من أنياب الكلام وفرسان الأدب وأعيان الفضل وأفراد الدهر وجملة القضاة الموسومين بمداخلة الوزراء والرؤساء وكان مختصا بابن العميد تجمعهما كلمة الأدب ولحمة العلم وتجري بينما مكاتبات بالنثر والنظم وهكذا كانت حاله مع الوزير المهلبي اه.
المكاتبة بينه وبين الوزير المهلبي
في معجم الأدباء بينه وبين الوزير المهلبي مكاتبات ومجاوبات منها ما نقلته من مزيد التاريخ لأبي الحسن محمد ابن سليمان بن محمد الذي زاده على تاريخ السلامي في ولاة خراسان قال حدثني عبد الله بن إبراهيم قال لما استوزر أبو محمد المهلبي كتب إليه أبو محمد الخلادي في التهنئة: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مانح الجزيل ومعود الجميل ذي المن والبلاء الجسيم:
تهنئة مثلي من أولياء الوزير أطال الله بقاءه. الدعاء وأفضله ما صدر عن نية لا يرتاب بها ولا يخشى مذقها وكان غيب صاحبه أفضل من مشهده فهنأ الله الوزير كرامته له ثمرة ما منحه وأحمد بدأه وعاقبته ومفتتحه وخاتمته حتى تتصل المواهب عنه اتصالا في مستقبله ومستأنفه يوفي على متقدمه بمنه. وكتابي هذا أيد الله الوزير من المنزل برامهرمز وأنا عقيب علة ومحنة ولولا ذلك لم أتأخر عن حضرته أجلها الله مهنئا ومسلما فإن رأى الوزير شرفني بجواب الكتاب (فكتب) إليه المهلبي جوابه بسم الله الرحمن وصل كتابك يا أخي أطال الله بقاءك وأدام عزك وتأييدك ونعماءك المتضمن نفيس الجواهر من بحار الخواطر الحاوي ثمار الصفاء من منبت الوفاء وفهمته ووقع ما أهديته من نظم ونثر وخطاب وشعر موقع الري من ذي الغلة والشفاء من ذي العلة والفوز من ذي الخيبة والأوب من ذي الغيبة وما ضاءت بي حال إلا وأنت الأولى بسرورها والأغبط بحبورها إذ كنت شريك النفس في السراء ومواسيها في الضراء. وتكلفت الإجابة عما نظمت على كثرة من الشغل إلا عنك وزهد في المطاولة إلا فيك والعدو في تقصيرها عن الغاية واضح ودليل العجلة فيها لائح وأنت بمواصلتي بكتبك وأخبارك وأوطارك مسؤول.
والجري على عادتك المأثورة وسيرتك المشهورة مأمول. وأنا والله على أفضل عهدك وأحسن ظنك وأوكد ثقتك ومشتاق إليك:
واقتصر صاحب اليتيمة عند ذكر هذه المكاتبة على ذكر الشعر فقط خطابا وجوابا.
المكاتبة بينه وبين أبي الفضل
محمد بن الحسين ابن العميد
ذلك صاحب اليتيمة في ترجمة ابن العميد جماعة قال أن كلا منهم كان يختص بابن العميد ويداخله وينادمه حاضرا ويكاتبه ويجاوبه ويهاديه نثرا ونظما وعد منهم ابن خلاد القاضي ثم قال: (وما أخرج من المكاتبات بالشعر التي دارت بينه وبين ابن خلاد القاضي) أهدى ابن خلاد إلى ابن العميد شيئا من الأطعمة وكتب إليه في وصفها وابن العميد إذ ذاك في عقب مرض عرض له فكتب إلى ابن خلاد قصيدة أولها:
قال الثعالبي: نبرمة هكذا في النسخة ولست أعرفها وأظن أنها شيء يجمع من الحبوب ويدق ويعجن بحلاوة.
ومنها:
قال الثعلبي هكذا في النسخة وأظن أنه لم ترح للجود رائحة (فأجابه ابن خلاد بقصيدة) منها:
وأهدى ابن خلاد إليه كتابا في الأطعمة وابن العميد ناقه من علة كانت به فكتب إلى ابن خلاد قصيدة منها :
فأجابه ابن خلاد بقصيدة منها:
وفي معجم الأدباء في ترجمة الخلادي عن زيادة تاريخ السلامي المشار إليها الإشارة كتب أبو الفضل محمد ابن الحسين ابن العميد إلى القاضي أبي محمد الخلادي: بسم الله الرحمن الرحيم أيها القاضي الفاضل أطال الله بقاءك وأدام عزك ونعماءك من أسر داءه وستر ظمأه بعد عليه أن يبل من غلته وقد غمرني منذ قرأت كتابك إلى الشريف أيده الله شوق استجذب نفسي واستفزها ومد جوانحي وهزها ولا شفاء إلا قربك ومجالستك ولا دواء إلا طلعتك ومؤانستك ولا وصول إلى ذلك إلا بزيارتك واستزارتك فإن رأيت أن تؤثر أخفهما عليك وتعلمني أثرهما لديك وتقدم ما ألبتسه في ذلك فعلت فإني أراعيه أشد المواعدة واتطلعه في كل الأوقات وأعد على الفوز به الساعات. فأجابه الخلادي: بسم الله الرحمن الرحيم قرأت التوقيع أطال الله بقاء الأستاذ الرئيس فشحذ الفطنة وآنس الوحدة والبس العزة وأفاد البهجة وقلت كما قال رؤبة لما استزاره أبو مسلم صاحب الدعوة:
فأما الإجابة عن أفصح بيان خط بأكرم بنان وأوضح للزهر المؤنق مالك لرقاب المنطق فما أنا منها بقريب وهيهات أنى لي التناوش من مكان بعيد لكني على الأثر ولا أتأخر عن الوقت المنتظرإن شاء الله تعالى.
قال ثم صار الخلادي إلى أبي الفضل ابن العميد فلما فتشه شاهد منه علما غزيرا وقبس أدبا كثيرا وقال الخلادي إن أعجب الأستاذ معرفتي صحبته وتعلقت به وأقمت عنده وبين يديه وكتب الخلادي إلى منزله برامهرمز: بسم الله الرحمن الرحيم وردت من الأستاذ على ضياء باهر وربيع زاهر ومجلس قد استغرق جميع المحاسن وحف بالأشراف والأكارم وجلساء أقران أعداد عام كأنهم نجوم السماء من طالبي وهو المعاطف وصلب المكاسر جامع إلى شرف الحب دينا وظرفا وإلى كرم المحتد حرمة وفضلا وكاتب حصيف وشاعر مفلق وسمير آنق وفقيه جدل وشجاع بطل.
ووضعنا الزيارة حيث لا يزري بنا كرم المزور ولا يعاب الزور يجد الأستاذ عندي كل يوم مكرمة وميزة تطويان مسافة الرجاء وتتجاوزان غايات الشكر والثناء والبشر والدعاء فزاد الله في تبصيره حقوق زواره وتيسيري لشكر مباره.
تشيعه
يمكن أن يستفاد تشيعه من تأليفه كتاب الريحانتين الحسن والحسين عليهما السلام كما يأتي عند ذكر مؤلفاته ويمكن تأييده باختصاصه بابن العميد كما مر عن اليتيمة وإن علله بأنه تجري بينهما كلمة الأدب ولحمة العلم فإن الظاهر أنها تجمعهما أيضا لحمة المذهب وباختصاصه بالوزير المهلبي وباتصاله بعضد الدولة.
مؤلفاته
ذكرها ابن النديم ونقلها ياقوت عن ابن النديم ولكنه وقع بينهما اختلاف قال ابن النديم: له من الكتب:
1- ربيع المقيم في أخبار العشاق.
2- الفلك في مختار الأخبار والأشعار.
3- مثال النبي صلى الله عليه وسلم.
4- كتاب الرجحان بين الحسن والحسين عليهما وعلي أهلهما السلام هكذا في نسخة الفهرست المطبوعة وفي معجم الأدباء نقلا عن الفهرست كتاب الريحانتين الحسن والحسين ولا شك أن أحدهما تصحيف الآخر فصحف الريحانتين بالرجحان والظاهر أن الصواب ما في المعجم فإن الرجحان بين الحسنين أن فرض حصوله فالتأليف فيه بارد والله أعلم.
5- إمام التنزيل في علم القرآن.
6- النوادو والشوارد.
7- أدب الناطق.
8- الرتي (الرثاء) والتعازي.
9- رسالة السفر.
10- كتاب الشيب والشباب.
11- أدب الموائد.
12- المناهل والأعطان والحنين إلى الأوطان. وكتاب الشيب والشباب وأدب الموائد لم يذكرهما ياقوت وذكر بدلهما.
13- مباسطة الوزراء.
14- الفاضل بين الراوي والواعي مع أنه ينقل عن ابن النديم.
أشعاره
مر جملة منها في مكاتباته مع ابن العميد والوزير المهلبي ومن شعره قوله ني عضد الدولة البويهي من قصيدة كما في اليتيمة.
يقول في مديحها:
#وأتى الخليل وسيبويه ومعمروالأصمعي ولم يغب عمار
#أحيا الأمين أبو شجاع ذكرهمفنما القريص وعاشت الأشعار قال الثعالبي : ومن ملح ابن خلاد قوله في نفسه:
وقوله وقد طولب بالخراج:
وقوله:
ومن شعره في الغزل قوله:
رثاؤه
في اليتيمة : لما توفي ابن خلاد رثاه صديق له بقصيدة في نهاية الحسن أولها:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 5- ص: 129

أبو محمد الرامهرمزي الخلادي الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد، أبو محمد الرامهرمزي الحافظ، القاضي صاحب كتاب: المحدث الفاصل بين الراوي والواعي.
حافظ متقن صاحب رحلة. توفي في حدود الستين والثلاثمائة. سمع أباه، ومحمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وقاضي الكوفة أبا حصين الوداعي، ومحمد بن حيان المازني، وعبيد بن غنام وغيرهم.
وأول سماعه بفارس سنة تسعين ومائتين، وأول رحلته سنة بضع وتسعين. روى عنه جماعة من أهل فارس.
قال الشيخ شمس الدين: ووقع لنا من تصنيفه أيضا: كتاب الأمثال.
وروى عنه القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي، والشيخ أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني في معجمه.
ومن تصانيف الخلادي: كتاب ربيع المتيم في أخبار العشاق، كتاب الفلك في مختار الأخبار والأشعار، كتاب أمثال النبي صلى الله عليه وسلم، كتاب الريحانتين الحسن والحسين، كتاب إمام التنزيل في علم القرآن، كتاب النوادر والشوارد، كتاب أدب الناطق، كتاب الرثاء والتعازي، كتاب رسالة السفر، كتاب مباسطة الوزراء، المناهل والأعطان والحنين إلى الأوطان.
وكان من أقران التنوخي، وقد مدح عضد الدولة؛ أبا شجاع، وبينه وبين الوزير المهلبي، وأبي الفضل بن العميد مكاتبات ومجاوبات. وولي القضاء ببلاد الخوز، ورحل قبل التسعين ومائتين.
ومن شعره:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 12- ص: 0

الحافظ الرامهرمزي الخلادي الحافظ المحدث اسمه: الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد، تقدم في حرف الحاء المهملة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0

الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي أبو محمد القاضي: ذكره محمد بن إسحاق النديم وقال: هو حسن التصنيف مليح التأليف، يسلك طريقة الجاحظ، وكان شاعرا، وقد سمع الحديث ورواه، مات في حدود ستين وثلاثمائة.
قال: وله من الكتب: كتاب ربيع المتيم في أخبار العشاق. كتاب الفلك في مختار الأخبار والأشعار. كتاب أمثال النبي صلى الله عليه وسلم. كتاب الريحانتين الحسن والحسين.
كتاب إمام التنزيل في علم القرآن. كتاب النوادر والشوارد. كتاب أدب الناطق.
كتاب الرثي والتعازي. كتاب رسالة السفر. كتاب مباسطة الوزراء. كتاب المناهل والأعطان والحنين إلى الأوطان. كتاب الفاصل بين الراوي والواعي .
وكان القاضي الخلادي من أقران القاضي التنوخي، وقد مدح عضد الدولة أبا شجاع بمدائح، وبينه وبين الوزير المهلبي وأبي الفضل ابن العميد مكاتبات ومجاوبات منها ما نقلته من «مزيد التاريخ» لأبي الحسن محمد بن سليمان بن محمد الذي زاده على «تاريخ السلامي» في ولاة خراسان؛ قال: حدثني عبد الله بن إبراهيم قال: لما استوزر أبو محمد المهلبي كتب إليه أبو محمد الخلادي في التهنئة:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله مانح الجزيل، ومعود الجميل، ذي المن العظيم، والبلاء الجسيم:

تهنئة مثلي من أولياء الوزير- أطال الله بقاءه- الدعاء، وأفضله ما صدر عن نية لا يرتاب بها ولا يخشى مذقها، وكان غيب صاحبه أفضل من مشهده، فهنأ الله الوزير كرامته، وأحلى له ثمرة ما منحه، وأحمد بدأه وعاقبته ومفتتحه وخاتمته، حتى تتصل المواهب عنده اتصالا في مستقبله ومستأنفه، يوفي على متقدمه بمنه. وكتابي هذا- أيد الله الوزير- من المنزل برامهرمز، وأنا عقيب علة ومحنة، ولولا ذلك لم أتأخر عن حضرته- أجلها الله- مهنئا ومسلما، فإن رأى الوزير شرفني بجواب هذا الكتاب.
فكتب إليه المهلبي جوابه: بسم الله الرحمن الرحيم، وصل كتابك يا أخي- أطال الله بقاءك، وأدام عزك وتأييدك ونعماءك- المتضمن نفيس الجواهر من بحار الخواطر، الحاوي ثمار الصفاء من منبت الوفاء، وفهمته ووقع ما أهديته من نظم ونثر، وخطاب وشعر، موقع الري من ذي الغلة، والشفاء من ذي العلة، والفوز من ذي الخيبة، والأوب من ذي الغيبة، وما طابت بي حال إلا وأنت الأولى بسرورها والأغبط بحبورها، إذ كنت شريك النفس في السراء ومواسيها في الضراء. وتكلفت الإجابة عما نظمت على كثرة من الشغل إلا عنك، وزهد في المطاولة إلا فيك، والعذر في تقصيرها عن الغاية واضح، ودليل العجلة فيها لائح، وأنت بمواصلتي بكتبك وأخبارك
وأوطارك مسؤول، والجري على عادتك المأثورة وسيرتك المشكورة مأمول، وأنا والله على أفضل عهدك وأحسن ظنك وأوكد ثقتك، ومشتاق إليك:
وكتب أبو الفضل محمد بن الحسين بن العميد إلى القاضي أبي محمد الخلادي: بسم الله الرحمن الرحيم، أيها القاضي الفاضل- أطال الله بقاءك، وأدام عزك ونعماءك- من أسر داءه، وستر ظماءه، بعد عليه أن يبل من غلته، وقد غمرني منذ قرأت كتابك إلى الشريف- أيده الله- شوق استجذب نفسي واستفزها ومد جوانحي وهزها، ولا شفاء إلا قربك ومجالستك، ولا دواء إلا طلعتك ومؤانستك، ولا وصول إلى ذلك إلا بزيارتك واستزارتك، فإن رأيت أن تؤثر أخفهما عليك، وتعلمني آثرهما لديك، وتقدم ما استنسبته في ذلك، فعلت، فإني أراعيه أشد المراعاة، وأتطلعه في كل الأوقات، وأعد على الفوز به الساعات.
فأجابه الخلادي: بسم الله الرحمن الرحيم، قرأت التوقيع- أطال الله بقاء الأستاذ الرئيس- فشحذ الفطنة وآنس الوحدة، وألبس العزة وأفاد البهجة، وقلت كما قال رؤبة لما استزاره أبو مسلم صاحب الدعوة:
فأما الإجابة عن أفصح بيان، خط بأكرم بنان، واضح كالزهر المؤنق، مالك لرقاب المنطق، فما أنا منها بقريب، وهيهات أنى لي التناوش من مكان بعيد، لكني على الأثر، ولا أتأخر عن الوقت المنتظر، إن شاء الله تعالى.
قال: وكان أبو محمد الخلادي ملازما لمنزله قليل البروز لحاجته، وقيل له في ذلك فروى عن أبي الدرداء: نعم صومعة الرجل بيته، يكف فيه سمعه وبصره.
وروى عن ابن سيرين أنه قال: العزلة عبادة، وقال: خلاؤك أقنى لحيائك، وقال:
عز الرجل في استغنائه عن الناس، والوحدة خير من جليس السوء، وأنشد لابن قيس الرقيات:
ثم صار الخلادي إلى أبي الفضل ابن العميد، فلما فتشه شدا منه علما غزيرا، وقبس أدبا كثيرا، وقال الخلادي: إن أعجب الأستاذ معرفتي صحبته وتعلقت به وأقمت عنده وبين يديه.
وكتب الخلادي إلى منزله برامهرمز: بسم الله الرحمن الرحيم، قد وردت من الأستاذ الرئيس على ضياء باهر، وربيع زاهر، ومجلس قد استغرق جميع المحاسن، وحف بالأشراف والأكارم، وجلساء أقران أعداد عام، كأنهم نجوم السماء، من طالبي رخو المعاطف، صلب المكاسر، جامع إلى شرف الحسب دينا
وظرفا، وإلى كرم المحتد حرمة وفضلا، وكاتب حصيف، وشاعر مفلق، وسمير أنيق، وفقيه جدل، وشجاع بطل:
ووضعنا الزيارة حيث لا يزري بنا كرم المزور، ولا يعاب الزور، يجد الأستاذ عندي كل يوم مكرمة وميرة، تطويان مسافة الرجاء، وتتجاوزان غايات الشكر والثناء، والبشر والدعاء، فزاد الله في تبصيره حقوق زواره، وتيسيري لشكر مباره.
قال الثعالبي: ومن ملح ابن خلاد قوله:
وقوله وقد طولب بالخراج:
ذكر السمعاني في «كتاب النسب» قال: القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي كان فاضلا مكثرا من الحديث، ولي القضاء ببلاد الخوز، ورحل قبل التسعين ومائتين، وكتب عن جماعة من أهل شيراز، ذكره أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي القصار في «تاريخ فارس» وقال: بلغني أنه عاش برامهرمز إلى قرب الستين وثلاثمائة.
15.

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 2- ص: 928

الرامهرمزي الإمام الحافظ البارع، محدث العجم، أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الفارسي الرامهرمزي القاضي، مصنف كتاب ’’المحدث الفاصل بين الراوي والواعي’’ في علوم الحديث، وما أحسنه من كتاب! قيل: إن السلفي كان لا يكاد يفارق كمه، يعني: في بعض عمره.
سمع أباه، ومحمد بن عبد الله مطينا الحضرمي، وأبا حصين الوادعي، ومحمد بن حيان المازني، وأبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وأبا شعيب الحراني، والحسن بن المثنى العنبري، وعبيد بن غنام، ويوسف بن يعقوب القاضي، وزكريا الساجي، وجعفر بن محمد الفريابي، وموسى بن هارون، وعمر بن أبي غيلان، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعبدان الأهوازي، وأبا القاسم البغوي، فمن بعدهم، وأول طلبه لهذا الشأن في سنة تسعين ومائتين، وهو حدث، فكتب وجمع وصنف، وساد أصحاب الحديث، وكتابه المذكور ينبئ بإمامته.
حدث عنه: أبو الحسين محمد بن أحمد الصيداوي في معجمه، والحسن بن الليث
الشيرازي، وأبو بكر محمد بن موسى بن مردويه، والقاضي أحمد بن إسحاق النهاوندي، وآخرون.
لم أظفر بترجمته كما ينبغي، وأظنه بقي إلى بعد الخمسين وثلاث مائة.
وكان أحد الأثبات، أخباريا شاعرا، له كتاب ’’ربيع المتيم في أخبار العشاق’’، وكتاب ’’الأمثال’’ سمعناه، وكتاب ’’النوادر’’، وكتاب ’’رسالة السفر’’، وكتاب ’’الرقا والتعازي’’، وكتاب ’’أدب الناطق’’ وقد ذكر أبو القاسم بن مندة في ’’الوفيات’’ له، أنه عاش إلى قريب الستين وثلاث مائة بمدينة رامهرمز.
سمعنا كتابه ’’المحدث الفاصل’’ من أبي الحسين علي بن محمد، عن جعفر بن علي، عن السلفي، عن أبي الحسين بن الطيوري، عن أبي الحسن الفالي، عن القاضي أبي عبد الله النهاوندي عنه، ويقع لنا حديثه أعلى من هذا.
فأخبرنا عمر بن عبد المنعم بن عمر غير مرة، أخبرنا عبد الصمد بن محمد القاضي في سنة تسع وست مائة، وأنا حاضر، أخبرنا الشيخ جمال الإسلام علي بن المسلم، أخبرنا الحسين بن طلاب الخطيب، أخبرنا محمد بن أحمد الغساني، حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بالرامهرمز، حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان، حدثنا عبد الله بن حفص البراد، حدثنا يحيى بن ميمون، حدثنا أبو الأشهب العطاردي، عن الحسن، عن أبي أيوب قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’يا أبا أيوب، ألا أدلك على عمل يرضاه الله -عز وجل؟ أصلح بين الناس إذا تفاسدوا، وحبب بينهم إذا تباغضوا’’.
يحيى بن ميمون بصري سكن بغداد، تركه الدارقطني مع أن أبا داود خرج له في سننه. مات قبل وكيع.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 170

الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد أبو محمد الرامهرمزي حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بالرامهرمز، حدثنا أحمد بن حماد بن ، سفيان، حدثنا عبد الله بن حفص البراد، حدثنا يحيى بن ميمون، حدثنا أبو الأشهب العطاردي، عن الحسن، عن أبي أيوب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا أيوب ألا أدلك على عمل يرضاه الله عز وجل، أصلح بين الناس إذا تفاسدوا وحبب بينهم إذا تباغضوا»

  • مؤسسة الرسالة , دار الإيمان - بيروت , طرابلس-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 249

الرامهرمزي
الحافظ الإمام البارع أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الفارسي القاضي
صاحب كتاب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي وكتاب الأمثال
كان من أئمة هذا الشأن عاش إلى قريب الستين وثلاثمائة

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 370

الحسن بن عبد الرّحمن بن خلاّد، أبو محمد الرامهرمزيّ القاضي.
ذكره محمد بن إسحاق النديم وقال: هو حسن التصنيف، مليح التأليف، سلك طريقة الجاحظ، وكان شاعرا. ومن تآليفه: كتاب المتيّمين: في أخبار العشّاق، وكتاب الفلك: في مختار الأخبار والأشعار، وكتاب أمثال النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وكتاب الرّيحانتين: الحسن والحسين عليهما السلام، وكتاب إمام التنزيل في علم القرآن، وكتاب النوادر والشّوارد، وكتاب أدب الناطق، وكتاب المراثي والتعازي، وكتاب رسالة السفر، وكتاب الشّيب والشباب، وكتاب المناهل والأعطان والحنين إلى الأوطان، وكتاب الفاصل بين الراوي والواعي.
كانت وفاة الحسن بن خلاّد في سنة ستين وثلاث مائة.

  • دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 2009) , ج: 1- ص: 338

الرامهرمزي
الحافظ البارع، أبو محمد، الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد، الفارسي، القاضي، صاحب كتاب ’’الفاصل بين الراوي والواعي’’ في علوم الحديث، وله كتاب ’’الأمثال’’ أيضاً.
سمع أباه، وأبا حصين الوادعي، وعبيد بن غنام النخعي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبا شعيب الحراني، وأبا خليفة الجمحي، وجعفراً الفريابي، وعبدان الأهوازي، وطبقتهم.
وكان من أئمة هذا الشأن، وأول سماعه في سنة تسعين ومئتين.
روى عنه: ابن جميع، والحسن بن الليث الشيرازي الحافظ، وأبو بكر بن مردويه، والقاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي، وغيرهم.
مات قبل الستين وثلاث مئة بمدينة رامهرمز.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 3- ص: 1