ابن المقري اسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني: باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى ابيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من سواحلها) والشاوري نسبة إلى بني شاور (قبيلة) اصله منها. تولى التدريس بتعز وزبيد، وولى امرة بعض البلاد، في دولة الاشرف، ومات بزبيد. له تصانيف كثيرة منها (عنوان الشرف الوافي في الفقه والنحو والتاريخ والعروض والقوافي - ط) و (ديوان شعر - ط) و (الارشاد - ط) في فروع الشافعية، واختصر به الحاوي و (بديعية) وغير ذلك.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 310
إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم
ابن علي بن عطية بن علي الشرف الشرجي اليماني الشافعي المعروف بالمقرئ الزبيدي ولد سنة 754 أربع وخمسين وسبعمائة وتفقه بالجمال الراعي وقرأ العربية على محمد بن زكريا وعبد اللطيف الشرجي وغيرهما وقرأ في عدة فنون وبرز في جميعها وفاق أهل عصره وطال صيته وأشتهر ذكره ومهر في صناعة النظم والنثر وجاء بما لا يقدر عليه غيره وأقبل عليه ملوك اليمن وصار له حظ عظيم عند الخاص والعام وولاه الملك الأشرف تدريس المجاهدية بتعز والنظامية بزبيد فأفاد الطلبة وعين للسفارة إلى الديار المصرية ثم تأخر ذلك لطمعه في الاستقرار في قضاء الأقضية بعد المجد الشيرازي صاحب القاموس الآتي ذكره إن شاء الله تعالى فلم يتم له مناه بل كان يرجوه في حياة المجد ويتحامل عليه بحيث إن المجد عمل للسلطان كتاباً وجعل أول كل سطر منه الألف فاستعظمه السلطان فعمل له صاحب الترجمة كتابه الذي لم يسبق إليه المعروف بعنوان الشرف والتزم أن يخرج من أواخره ووسطه علوماً غير العلم الذي يخرج من جميعه وهو الفقه ولم يتم في حياة الأشرف فقدمه لولده الناصر ووقع عنده بل وعند سائر علماء عصره ببلده وغيرها موقعاً عظيما ومن تأمله رأى فيه ما يعجز عنه غالب الطباع البشرية فإنه إذا قرأه القارئ جميعاً وجده فقهاً وإذا قرأ أوائل السطور فقط وأوساطها فقط وأواخرها فقط استخرج من ذلك علم النحو والتاريخ والعروض والقوافي ومن مصنفاته الروض مختصر الروضة فكان الاسم مختصرا من اسم الأصل والارشاد وهو كتاب نفيس في فروع الشافعية رشيق العبارة حلو الكلام في غاية الإيجاز مع كثرة المعاني وشرحه في مجلدين وقد طار في الآفاق واشتغل به علماء الشافعية في الأقطار وشرحه جماعة منهم وله بديعية بديعة وله تصانيف غير هذه وارتقى في جميع المعارف إلى رتبة لم يشتمل على مجموعها غيره بل قيل أن اليمن لم ينجب مثله وشعره في الذروة العالية حتى قال بعض معاصريه أنه أشعر من المتنبي ولعله بالنسبة إلى ما يأتي به في شعره من الأنواع الغريبة والأساليب العجيبة كالقصيدة التي تقرأ حروف رويها بالضم والنصب والجر ومن شعره ما يخرج من البيت الواحد وجوه تزيد على الألف وكان مع إجادته في الشعر يكره أن ينتسب إليه حتى قال
بعين الشعر أبصرني أناس | فلما ساءني أخرجت عينه |
خروجاً بعد راء كان رأيي | فصار الشعر مني الشرع عينه |
سم سمة تحمد آثارها | فاشكر لمن أعطى ولو سمسمه |
والمكر مهما اسطعت لا تأته | لتقتفي السؤدد والمكرمة |
من كل مهدي ودعا أحمدا | أجيب ما أسعد من كلمه |
والمس لمهوى الضيف خير القرى | وسلم المسلم والمسلمة |
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 142