ابن الطيب السرخسي أحمد بن محمد بن مروان بن الطيب، أبو العباس:فيلسوف غزير العلم بالتاريخ و السياسة و الادب و الفنون. ولد في سرخس (من نواحي خراسان) و قرأ على الكندي الفيلسوف، واتصل بالخلفاء العباسيين فعلم المعتضد بالله، ثم تولى الحسبة ببغداد في ايامه، ونادمه وخص به، فكان المعتضد يفضي اليه اسراره و يسشيره في امور مملكته ثم قتله. له تصانيف، قال القفطي (في اخبار الحكماء) انها حلوة العبارة جيدة الاختصار، منها (كتاب السياسة) و (المدخل إلى صناعة النجوم) و (كتاب الموسيقى الكبير) و (الموسيقى الصغير) و (المسالك و الممالك) و (الارثماطيقي) والجبر والمقابلة) و (المدخل إلى علم الموسيقى) و (الجلساء و المجالسة) و (وصف مذهب الصابئيين) و (كتاب الشاكين و طريق اعتقادهم) و (فضائل بغداد و اخبارها) و (اللهو و الملاهي) في الغناء و المغنين و المنادمة و الملح، صنفه للمعتضد، و (كتاب الشطرنج) و (كتاب النفس) و (القيان) وألف كتبا في اراء الحكماء المتقدمين، منها (كتاب قاطيغورياس) و (كتاب انولوطيقا) وله كتاب في (رحلة المعتضد) إلى الرملة (بفلسطين) لحرب خمارويه، نقل عنه ياقوت (في معجم البلدان) كثيرا من أسماء البلاد ونعوتها.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 205
أبو العباس أحمد بن محمد بن مروان المعروف بابن الطيب السرخسي معلم المعتضد
قتل في صفر وقيل في المحرم سنة 286 وما في لسان الميزان من النسبة إلى المسعودي أن وفاته سنة 283 اشتباه. بل قال المسعودي أن ذلك تاريخ القبض عليه.
واسم أبيه محمد ولقبه الطيب، فبعض يقول: أحمد بن الطيب بن مروان، وبعض يقول: أحمد بن محمد بن مروان.
أقوال العلماء فيه
في عيون الأنباء: أحمد بن الطيب السرخسي هو أبو العباس أحمد بن محمد بن مروان السرخسي ممن ينتمي إلى الكندي وعليه قرأ ومنه اخذ، وكان متفننا في علوم كثيرة من علوم القدماء والعرب حسن المعرفة جيد القريحة بليغ اللسان مليح التصنيف والتأليف، أوحدا في علم النحو والشعر وكان حسن العشرة مليح النادرة خليعا ظريفا، وسمع الحديث أيضا وروى شيئا منه، ثم ذكر بعض مروياته: قال: وتولى الحسبة ببغداد أيام المعتضد، وكان أولا معلما للمعتضد، ثم نادمه وخص به، وكان يفضي إليه بأسراره ويستشيره في أمور مملكته، وكان الغالب على أحمد بن الطيب علمه لا عقله، وكان سبب قتل المعتضد إياه اختصاصه به فإنه أفضى إليه بسر يتعلق بالقاسم بن عبيد الله وبدر غلام المعتضد فأفشاه وأذاعه بحيلة من القاسم عليه مشهورة فسلمه المعتضد إليهما فاستصفيا ماله ثم أودعاه المطامير فلما كان الوقت الذي خرج فيه المعتضد لفتح آمد أفلت من المطامير جماعة واقام أحمد في موضعه ورجا بذلك السلامة فكان قعوده سببا لمنية وأمرالمعتضد القاسم بإثبات جماعة ممن ينبغي أن يقتلوا ليستريح من تعلق القلب بهم فأثبتهم ووقع المعتضد بقتلهم فادخل القاسم اسم أحمد في جملتهم فيما بعد فقتل وسال عنه المعتضد فذكر له القاسم قتله واخرج إليه الثبت فلم ينكره ومضى بعد أن بلغ السماء رفعة كان قبض المعتضد عليه سنة 283 وقتله في الشهر المحرم من سنة 286. وفي مروج الذهب في سنة 383 قبض المعتضد على أحمد بن الطيب بن مروان السرخسي صاحب يعقوب بن إسحاق الكندي وسلمه إلى بدر غلامه ووجه إلى داره من قبض على جميع ماله وقرر جواريه على المال حتى استخرجوه فكان جملة ما حصل من العين والورق وثمن الآلات خمسين ومائة ألف دينار وكان ابن الطيب قد ولي الحسبة ببغداد وكان موضعه من الفلسفة لا يجهل وله مصنفات حسان في أنواع من الفلسفة وفنون من الأخبار انتهى وفي لسان الميزان أحمد بن الطيب السرخسي معلم المعتضد قال ابن النجار كان يرى رأي الفلاسفة قتل سكران قلت وهو تلميذ يعقوب بن إسحاق الكندي فيلسوف العرب ثم حكى عن ابن النديم أنه قال كان علمه أكثر من عقله انتهى قال المؤلف قول ابن النجار قتل وهو سكران قد تفرد به ولم يذكره غيره. وقوله كان يرى رأي الفلاسفة أن أراد به قولهم بقدم العالم ونحو ذلك فلم يثبت عنه والمعلوم من حاله تعاطيه الفلسفة الإسلامية ولا ضرر في ذلك فهو كالفارابي وابن سينا وشيخه الكندي وغيرهم من فلاسفة الإسلام.
تشيعه
قد يظن تشيعه مما حكاه ابن حجر في لسان الميزان: قال ذكر عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر في أخبار المعتضد أن أحمد بن الطيب هو الذي أشار على المعتضد بلعن معاوية على المنابر وإنشاء التواقيع إلى البلاد بذلك ومما ذكر فيها من المجازفة أنه لا اختلاف بين أحد أن هذه الآية نزلت في بني أمية والشجرة الملعونة في القرآن قال وفي الحديث المشهور المرفوع أن معاوية في تابوت من نار في أسفل درك منها ينادي يا جنان يا منان فيجاب الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. قلت وهذا باطل موضوع ظاهر الوضع أن لم يكن أحمد بن الطيب وضعه وإلا فغيره من الروافض انتهى. وقد ذكرنا كتاب المعتضد في ذلك وهو أحمد بن طلحة في ترجمته في أواخر الجزء التاسع المجلد العاشر التي أخرت عن محلها سهوا.
مشايخه
أخذ عن يعقوب بن إسحاق الكندي حكيم العرب كما مر وفي لسان الميزان: وقد روى الحديث عن شمرو بن محمد الناقد الناقل وأحمد بن الحارث صاحب المدائني وغيرهما انتهى.
تلاميذه
في لسان الميزان روى عنه أبو بكر محمد بن الأزهر وغيره. وروى عنه الحسن بن محمد الأموي عم أبي الفرج صاحب الأغاني.
مؤلفاته
في عيون الأنباء له من الكتب:
(1) اختصار ايساغوجي لفرفوريوس
(2) اختصار قاطيغور ياس
(3) اختصار باريرمينياس
(4) اختصار انالوطيقا الأولى
(5) اختصار انالوطيقا الثانية
(6) النفس
(7) الاغشاش وصناعة الحسبة الكبير
(8) غش الصناعات والحسبة الصغير
(9) نزهة النفوس ولم يخرج باسمه
(10) اللهو والملاهي ونزهة المفكر الساهي في الغناء والمغنين والمنادمة والمجالسة وأنواع الأخبار والملح صنفه للخليفة وقال أنه صنفه وقد مر له من العمر 61 سنة
(11) السياسة الصغير
(12) المدخل إلى صناعة النجوم
(13) الموسيقي الكبير مقالتان لم يعمل مثله
(14) الموسيقي الصغير
(15) المسالك والممالك
(16) الارتماطيقي في الأعداد والجبر والمقابلة
(17) المدخل إلى صناعة الطب نقض فيه على حنين بن إسحاق
(18) المسائل
(19) فضائل بغداد وأخبارها
(20) الطبيخ ألفه على الشهور والأيام للمعتضد
(21) زاد المسافر وخدمة الملوك مقالة من كتاب أدب الملوك
(22) المدخل إلى علم الموسيقي
(23) الجلساء والمجالسة
(24) رسالة في جواب ثابت بن قرة فيما سال عنه
(25) مقالة في البهق والنمش والكلف
(26) رسالة في السالكين وطرائف اعتقادهم
(27) منفعة الجبال
(28) وصف مذاهب الصابئين
(29) في أن المبدعات حال أبداعها لا متحركة ولا ساكنة
(30) في ماهية النوم والرؤيا
(31) في العقل
(32) في وحدانية الله تعالى
(33) في وصايا فوثاغورس
(34) في ألفاظ سقراط
(35) في العشق
(36) في برد أيام العجوز
(37) في كون الضباب
(38) في الفال
(39) في الشطرنج العالية
(40) في أدب النفس إلى المعتضد
(41) في الفرق بين نحو العرب والمنطق
(42) في أن أركان الفلسفة بعضها على بعض وهو كتاب الاستيفاء
(43) في أحداث الجو
(44) الرد على جالينوس
(45) في المحل الأول
(46) رسالة إلى ابن ثوابة
(47) في الخضابات المسودة للشعر وغير ذلك
(48) في أن الجزء ينقسم إلى ما لا نهاية له
(49) في أخلاق النفس
(50) سيرة الإنسان
(51) كتاب إلى بعض أخوانه في القوانين العامة الأولى وفي الصناعة الديالقطيقية أي الجدلية على مذهب أرسطوطاليس
(52) اختصار كتاب سوفسطيقا لأرسطوطاليس
(53) القيان، وذكر كتاب السياسة الصغير يقتضي أن له السياسة الكبير وليس في النسخة.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 152