لمحة عن الكتاب

يُعد كتاب "الكواكب السائرة في أعيان المئة العاشرة" لأبي البركات محمد بن محمد بن محمد الغزي (ت1103هـ) أشهر ما أُلِّف في تراجم القرن العاشر الهجري، ومرجعًا أساسياً لمن أراد الوقوف على سير أعلام تلك الفترة، وخاصة في بلاد الشام. رتّبه مؤلفه على ثلاث طبقات زمنية: الأولى من سنة 901 إلى 933هـ، والثانية حتى 966هـ، والثالثة حتى سنة 1000هـ، وافتتح كل طبقة بتراجم المحمدين، ثم رتب الباقي على حروف المعجم، متبعًا نهجًا مبتكرًا ومنظمًا.

تميّز الكتاب بسعة مادته، وشموله لتراجم أهل العلم والأدب والفضل، وتفاصيل دقيقة عن حياتهم، وكان الغزي قد فرغ من تأليفه في 6 ذو الحجة 1033هـ. وأتبعه بذيل سماه "لطف السمر وقطف الثمر" في تراجم الثلث الأول من القرن الحادي عشر، وطُبع الكتاب وذيله أول مرة في بيروت بين عامي 1945 و1958م بتحقيق الدكتور جبرائيل جبور، رئيس الدائرة العربية في الجامعة الأمريكية ببيروت.

من نوادر الكتاب أن الغزي ترجم لنفسه، وذكر اثنين وثلاثين مصنّفًا له رغم أنه لم يكن قد تجاوز السابعة والعشرين من عمره حينها. وامتاز الغزي بذكائه الحاد وتضلعه في العلم، وهو وأسرته من أعيان دمشق، تنقلوا في البلاد وكانوا من أصحاب الرحلات، وله "العقد المنظوم في رحلة الروم"، أما والده فله "المطالع البدرية".

والغريب أن الغزي لم يُشِر إلى كتاب جده لأبيه "بهجة الناظرين"، وهو كتاب في تراجم الشافعية في القرن التاسع الهجري، رغم كونه أقرب الناس إليه. وتوجد من "الكواكب" نسخ مخطوطة كثيرة، منها نسخة في مكتبة الظاهرية بدمشق بخط الشيخ محمد بن عبد اللطيف الحنبلي، ونسخة جامعة بيروت التي كانت من مقتنيات آل الغزي.

الطبعات

دار النشر تاريخ النشر رقم الإصدار عدد الأجزاء
دار الكتب العلمية - بيروت 1977 1 3

لمحة عن المؤلف