يُعدّ كتاب "تاريخ علماء الأندلس" لأبي الوليد ابن الفرضي (ت403هـ) من أقدم المعاجم التراجمية في الأندلس، وقد وضعه مختصرًا ومرتبًا على حروف المعجم، بعد أن حالت العوائق دون إتمام مشروعه الأشمل المبني على الترتيب المكاني للعلماء بحسب المدن. احتوى الكتاب على 1651 ترجمة لفقهاء الأندلس وعلمائها ورواتها وأصحاب العناية بالعلم، وتميز بمنهج دقيق يعتمد على المشافهة والبحث الميداني، حيث كان المؤلف يتحقق بنفسه من المعلومات، ويعترف حين يعوزه التثبت. ويُعدّ مرجعًا بالغ الأهمية لما فيه من أمانة وضبط في نقل التراجم، فضلًا عن قِدَمه. نُشر الكتاب بتحقيق عزت العطار الحسيني سنة 1373هـ / 1954م، اعتمادًا على نسخة فريدة كتبت سنة 596هـ بخط أحمد بن إبراهيم الصدفي.